«أنا ما زلت هنا».. فيلم برازيلي يمجّد المقاومة ضد الديكتاتورية
«أنا ما زلت هنا».. فيلم برازيلي يمجّد المقاومة ضد الديكتاتورية
في أجواء تمزج بين الماضي والحاضر، يروي الفيلم البرازيلي "آيم ستيل هير" I'm Still Here، المرشح للمنافسة على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، قصة مليئة بالتحديات والصمود خلال فترة الديكتاتورية العسكرية (1965-1985).
ورغم أن القصة ترتكز على هذا الحقبة، يصر مخرج الفيلم والتر ساليس وبطلته فرناندا توريس على أنه فيلم عن قضايا الحاضر، وفق تقرير لوكالة "فرانس برس" الخميس.
واستقطب الفيلم، الذي حاز جائزة أفضل سيناريو في مهرجان البندقية السينمائي وسيُعرض في فرنسا ابتداءً من 15 يناير، ملايين المشاهدين في البرازيل.
ويستعرض الفيلم المستوحى من قصة روبنز بايفا، النائب اليساري السابق الذي اختفى خلال النظام العسكري، نضال زوجته يونيس بايفا لكشف مصيره بعد اختطافه في 1971 على يد عملاء المخابرات.
عن الاستقبال الدولي للفيلم، قال ساليس إنه "رُصدت أصداء مشابهة في المهرجانات الدولية، إذ يعكس الفيلم هشاشة الديمقراطية وصدمات اليمين المتطرف، وهي قضايا عالمية".
ارتباط الحاضر بالماضي
أوضح ساليس لوكالة فرانس برس: “بدأنا المشروع في 2016 كفرصة لفهم الماضي، لكن مع صعود اليمين المتطرف في البرازيل عام 2017، أصبح الفيلم نافذة لفهم الحاضر”.
من جانبها، قالت توريس: "إنه فيلم يمسّ القلوب، ويدعو للتفكير في خطر اضطهاد العائلات، بغض النظر عن الانتماءات السياسية".
ورغم الحزن الذي يكتنف القصة، يحمل الفيلم رسالة أمل تعكسها صمود عائلة بايفا وإصرارها على الحياة.
وأضافت توريس: "الفيلم يحكي مأساة، لكنه يُخرج المشاهدين بأمل جديد".
تفاصيل إنسانية دقيقة
استعاد ساليس ذكرياته عن فترة المراهقة التي قضاها مع عائلة بايفا: "كان منزلهم يمثل جزيرة حرية وسط الرقابة والعنف، لكن اختفاء روبنز كان نقطة تحول فقدنا فيها براءتنا".
وحول احتمالية ترشح الفيلم لجائزة الأوسكار في 17 يناير، قال ساليس: "الجوائز تساعد في جذب المزيد من المشاهدين، وإذا حدث ذلك، سيكون إنجازًا رائعًا، لكن الحياة تستمر".
ويمثل فيلم "آيم ستيل هير" شهادة فنية وإنسانية على مقاومة القمع وضرورة الاحتفاظ بذاكرة التاريخ لمواجهة التحديات المعاصرة.